توجيهي – شركات التأمين التي تغطي الأضرار الناجمة عن المستوطنين في فلسطين يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية مخاطر متزايدة بسبب الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها المستوطنون على ممتلكاتهم وأراضيهم. هذه الاعتداءات تتسبب بخسائر مادية كبيرة للأفراد والشركات، مما يضعهم في موقف صعب، خاصة في ظل غياب التغطية التأمينية التي قد تعوض هذه الخسائر.
المحتويات
غياب التغطية التأمينية لأضرار اعتداءات المستوطنين
رغم تزايد هذه المخاطر، إلا أن شركات التأمين في فلسطين، وعددها 12 شركة، لا تقدم أي تغطية لأضرار اعتداءات المستوطنين، إذ تعتبرها “مخاطر غير قابلة للتأمين”. ويفسر اتحاد شركات التأمين في فلسطين هذا الأمر بأن التأمين عادة يغطي أخطارًا محددة ومتفقًا عليها، مثل حوادث السير، الحريق، أو السرقة، بينما تستثني وثائق التأمين أحداث الشغب، الحروب، الكوارث الطبيعية، واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين.

وأوضح اتحاد شركات التأمين في تصريح سابق أن هذه الأحداث تعتبر خارج إرادة الشركات وغير متوقعة، مما يجعل تقييم الخطر صعبًا وتقديم تغطية مالية له غير ممكن. ويؤكد الاتحاد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومات والدول، وليس على شركات التأمين.
شركات التأمين التي تغطي الاضرار الناجمة عن المستوطنين في فلسطين
وسط هذا الواقع، تبرز شركة “الوطنية للتأمين” كاستثناء، حيث تقدم تغطية خاصة لأضرار اعتداءات المستوطنين مقابل تكلفة إضافية تبلغ 500 شيكل على سعر بوليصة التأمين الأساسية. ووفقًا لتصريحات الشركة، فإن هذه الخدمة متاحة لأي مواطن فلسطيني لديه مركبة مرخصة ومؤمنة تأمينًا إلزاميًا لدى أي شركة تأمين تعمل في السوق الفلسطينية، وليس فقط لعملاء الشركة.
وأفاد مدير عام شركة الوطنية للتأمين، بشار حسين، بأن الحصول على هذه التغطية يتطلب من المواطن الفلسطيني توثيق الحادث لدى هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وإبلاغ الجهات المختصة بالضرر الذي تعرض له من المستوطنين أو جنود الاحتلال.
مطالبات بتعديل القوانين لتوفير تغطية شاملة
مع تكرار الاعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين، تتصاعد الدعوات لتعديل القوانين وإلزام شركات التأمين بتقديم تغطية لهذه الأضرار. وتهدف هذه الدعوات إلى ضمان حقوق المواطنين وحمايتهم من الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها جراء اعتداءات المستوطنين، التي تتسبب بأضرار واسعة وتنعكس سلبًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
أرباح شركات التأمين وسط غياب التغطية لأضرار المستوطنين
بحسب آخر التقارير، بلغت أرباح شركات التأمين المدرجة في بورصة فلسطين حوالي 5.4 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، فيما وصلت إيرادات عقودها نحو 183 مليون دولار. هذه الأرباح تعكس نمو القطاع، إلا أن عدم توفير التغطية للأضرار الناتجة عن اعتداءات المستوطنين يبقى نقطة ضعف كبيرة تشكل تحديًا أمام شركات التأمين والمواطنين على حد سواء.